تمر منطقة الشرق الأوسط اليوم بمنعطف خطير، يُنذر بتغييرات جذرية في توازنات القوى إقليمياً ودولياً، وذلك على وقع تصعيد جديد وخطير أقدم عليه الكيان الصهيوني بانتهاكه السافر للسيادة القطرية، متجاوزاً بذلك كل الأعراف الدولية والمحظورات الأخلاقية والإنسانية.
ويأتي الانعقاد الطارئ للقمة الإسلامية – العربية في الدوحة استجابة لهذه المستجدات الخطيرة، لبحث تداعيات هذا العدوان الغاشم، الذي لم يقف عند حدود السيادة، بل امتد ليضرب في عمق جهود السلام، بعدما قدمت دولة قطر مبادرة سياسية متقدمة ووساطة فاعلة لإنهاء الحرب، بموافقة الكيان الصهيوني نفسه، قبل أن ينقلب على تلك الوساطة بمشهد دامٍ، يكشف مجدداً عقلية القتل والدمار التي تحكم سلوك قادته.
إن هذا الاعتداء لا يمثل فقط تهديداً للأمن الإقليمي، بل يُعد استهزاءً فاضحاً بكل مواثيق الشرعية الدولية، وتحدياً للإرادة الجماعية للمجتمع الدولي، مما يثبت أن هذا الكيان لا يؤمن إلا بعقلية الغابة، ويشعل الحروب لا من أجل أهداف، بل لأن الحرب في ذاته غاية له.
وبناء عليه، فإننا في المجلس البرلماني الآسيوي – الإفريقي:
• نطالب بموقف دولي حازم يلجم هذا التهور السياسي والعسكري، ويضع حداً لاستهتار الكيان بالقانون الدولي.
• ندعو إلى موقف عربي – إسلامي متقدم، يرقى إلى حجم العدوان، ويرسل رسالة واضحة بأن المساس بسيادة الدول لن يُمرّ دون رد.
• نحذر من أن ردود الفعل الشعبية قد تصبح غير قابلة للضبط، ولن تبقى ضمن حدود الجغرافيا، بل قد تتوسع آثارها إلى العالم بأسره.
خصوصاً مع استمرار التهديدات بالتهجير القسري ضد الشعب الفلسطيني، الذي يشكّل فتيل انفجار واسع، لن تقف نيرانه عند حدود المنطقة.
نُعَوّل على حكمة القادة العرب والمسلمين المجتمعين في الدوحة، ونعتبر هذه القمة فرصة أخيرة للجهود السلمية. وإذا استمر الكيان الغاصب في ممارساته العدوانية واستقوائه بدعم دولي أعمى، فإن المنطقة ستدخل مرحلة من الفوضى يصعب التنبؤ بنتائجها.
لقد كانت الشعوب العربية والإسلامية عبر التاريخ دعاة سلام واستقرار، لكن الممارسات الرعناء تستدعي سلوكاً مغايراً، وهذه رسالتنا إلى العالم بأسره:
“خذوا على يد الكيان ، وإلا فإن الرد آتٍ لا محالة.”
محسن المندلاوي
رئيس المجلس البرلماني الآسيوي – الإفريقي
14 أيلول / سبتمبر 2025